إنه ذلك الرمز الصغير اللطيف الذي يعبر عن الابتسامة والذي انتشر في كافة أنحاء العالم موجدًا له ملايين الأشكال الكوميدية اللطيفة التي تثير البهجة في النفوس ..

إيموشن سمايلي أو
العجيب أن قصة إنشاء هذا الرمز من أبسط وأعجب القصص مقارنة بالشهرة التي نالتها

صاحب تصميم رمز سمايلي هو فنان الإعلانات التجارية الأمريكي (هارفي بول) وكانت قصة الرمز سمايلي معه لطيفة للغاية.

كان (بول) يعمل بالقطعة لصالح شركة Worcester, Massachusetts
(وتُعرف حاليًا باسم شركة هانوفر للتأمين Hanover Insurance)
وكانت قد تعرضت مؤخرًا لعملية اندماج مما سبب للموظفين حالة عامة من الاكتئاب وهبوط للروح المعنوية.
فاقترح مدير الشركة على رسام الشركة – بول – محاولة منه لحل هذه المشكلة، أن يقوم بتصميم رسمة لطيفة بسيطة يتم استخدامها على الأزرار، الأظرف، البوسترات، المكاتب تزيل الهم من روح الموظفين، وتزرع بدلاً منها البسمة على الوجوه.

ربما يخطر على بالك الآن أن (هارفي بول) قد طلب من مدير الشركة أن يمهله أسبوعًا أو أسبوعين حتى يقوم بتصميم هذا الشعار الملهم، ولكن الحقيقة هي أنه – وبينما هو واقف في مكانه في الشركة بالفعل – قد قام بإخراج هذا الشعار اللطيف إلى الوجود – سمايلي – في أقل من 10 دقائق.

حاز الشعار إعجاب كل من رآه، وقاموا بالفعل باستخدامه، فطبعوا الشعار على أكثر من 100 دبوس قاموا بتوزيعها على العاملين، وكان الشعار جزء من الحملة النفسية للشركة في جذب الموظفين إلى بيئة عمل صحية.
كان الغرض الرئيسي من عمل مثل هذه الحملة، وتوزيع شعار سمايلي في كل مكان في الشركة هو دفع الموظفين إلى الابتسام بينما يقومون بأعمالهم المعتادة، بينما يتصلون بالعملاء، بينما يتعاملون فيما بينهم وبعضهم البعض، الخ.ولكن هذه الأزرار فاقت شعبيتها كل الحدود، فتم طبع 10,000 زر يحمل شعار سمايلي، تم بيعهم في وقت قياسي، وبحلول عام 1971 كان قد تم بيع أكثر من 50 مليون نسخة من هذا الزر.

سمايلي والعالمية Smiley Face

تحول ذلك الرسم البسيط إلى العالمية بفضل التأثير الإيجابي الذي يدفعه في النفوس، وأصبحت البسمة هي وجه سمايلي ذي اللونين الأصفر والخطوط السوداء المنمقة.

وأتت الإنترنت بكل إبهارها وإمكانياتها لتجعل من هذا الشعار أيقونة للتواصل المرئي الغير منطوق بين البشر، وللتعبير عن كافة المشاعر المختلفة بصورة بسيطة.

تقاضى هارفي مقابل هذا الشعار العالمي 45$ فقط (أي ما يوازي 315$ في عصرنا الحالي) بدون أن يهتم بتسجيل شعار سمايلي كعلامة تجارية أو أن يقوم حتى بحفظ حقوق النشر والتوزيع الخاصة به.

وحتى بعد وصول شعاره للعالمية لم يقم بعمل أي مطالبات قانونية للاستفادة من انتشار وتوزيع هذا الشعار.

يقول عنه ابنه (تشارلز بول):“لم يكن أبي من أولئك الأشخاص الذين يحرك المال دوافعهم .. كان دومًا يقول: أنا لن آكل أكثر من قطعة ستيك واحدة في المرة الواحدة، ولن أقود أكثر من سيارة واحدة في المرة الواحدة”.

مات هارفي بول في 12 أبريل عام 2001 وترك لنا شعارًا مازال الإبداع يتوالد منه ..

شعار سمايلي Smiley Face