ليس من العدل أن تقارن وسائط النقل قديما بما يسره العلم الحديث من أعاجيب النقل وفنونه جواً او بحراً ، فإنسان الأمس تجشم العناء والعذاب في قطع الصحارى والفيافي والأنهار تحت رحمة و طائلة الريح والرمال والتيه الصحراوي ، وبين هدير الموج ورعد السماء وهيجان البحر .

فمن السير على الأقدام حفاة عراة إلى استخدام الحيوانات التي قاربت الإنسان في الفته ، فتمكن الإنسان بحكم حاجته إلى ابتكار وسائل تمكنه من تحقيق بعض ما يعانيه فبدأ بجذوع الأشجار العائمة ثم بالجسور البداية ثم بالقفف والزوارق حتى بدأت تباشير الحضارة تدب في أوصال البشرية.

ولعل ماضينا القريب أي بعد سيطرة الدولة العثمانية على بغداد وتعاقب الولاة والحكام حتى ظهرت بعض وسائل النقل ومنها مشروع (الترامواي) بين بغداد والكاظمية حيث مدت سكة الحديد التي تسير عليها عربات ذات طابقين تجرها الخيول وسمي آنذاك 'مشروع الترامواي' وهي شركة مساهمة اشترك فيها بعض الموسرين واستمر هذا المشروع حتى سنة 1911 حيث ظهرت السيارات بعدها استحدثت مصلحة نقل الركاب وكان قبل ذلك الكروان او ما يطلق عليه القافلة ومن ضمنها 'التخت روان' وهي عبارة عن غرفة خشبية فيها فراش وتحمل من الأمام والخلف بعدها ظهرت – الكجارة - وهو هودج مغطى بقماش اتقاء الحرارة في الصيف ثم ظهرت عربات تجرها الخيول والبغال .

ثم ظهرت شركة لنج البريطانية وكان محل إدارتها قرب المدرسة المستنصرية المطلة على نهر دجلة وزودت ببواخر تجارية لنقل المسافرين وكانت السفن المقبلة او الذاهبة إلى الموصل والبصرة يجرها الملاحون بواسطة الحبال اذا ما كان الهواء ساكنا وهم يرددون كلمة 'ياموليسه ' معناها يا الله وقد صور هذه المعاناة شاعر مجهول بقصيدة طويلة جاءت معبرة اصدق التعبير عن تلك الصورة المحزنة لسفينة حزينة ونهر كئيب وملاحين متعبين يقول الشاعر:
رأيتهم في غروب كئيب
يعز على شمسهم ان تغيب
حدتهم بأشلاء ضوء ذبيح
يعصفر أشباحهم باللهيب
جبابرة عوذوا للهواء
وبثور ورقاهم لريح المغيب
يلوحون صفا وئيد الحراك
كأنهموا صلبوا في الكثيب
يسيرون سير الهوان المريب
ويمشون مشي الزمان الكئيب
فتحسبهم أوغلوا في الخيال
وعيناك تأخذهم من قريب
على صدرهم من غضون الكفاح
أفاعي حبال تلف الجنوب


وهكذا تمضي القصيدة لتصف تجاذب خطواتهم إلى الخلف تارة والى أمام وتبان سواعدهم المفتولة المعروقة وهي مورتقات الزنود ولكنها تعد السكون بعشق عناد الحبوب. ويمضي الشاعر بوصف رائع ليرسم صورة حيه لتلك المكابرة
واجادهم حانيات لها
ركوع المحمل ثقل الذنوب
كأنهم في سفوح الزمان
شياطين تحدو المساء الرهيــــب
ومروا حفاة عراة لهم
شهق الثكالى وزفــر الغريـــــب
عبيد الرياح كلانا رقيق
فغنوا وسلوا عبيد الخطوب

شكرااااااااااااااا  على المعلومات القيمة

شكرا

التقدم صنع المعجزات ههههههههههههههههه