جولة الرئيسة بارك في آسيا الوسطى
قامت الرئيسة الكورية "بارك كون هيه" بجولة تشمل كلا من أوزبكستان وكازاخستان وتركمانستان واستغرقت ستة أيام. تركزت الجولة على تحريك دبلوماسية الموارد الطبيعية وإنفاذ ما تسميه الرئيسة بارك "المبادرة اليوروآسيوية". في أولى محطات جولتها وهي أوزبكستان التقت الرئيسة بارك بالرئيس إسلام كاريموف وأسفرت القمة عن إعلان مشترك يهدف إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. أشار البيان كذلك إلى مشروع مشترك بقيمة 3.9 مليار دولار وهو مشروع "سيغيل " لتنمية الغاز الطبيعي والذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن. اتفق الطرفان كذلك على عدد من المشروعات المتعلقة بالطاقة تقارب قيمتها الكلية 8 مليارات دولار بما في ذلك تطوير حقل غاز في "كانديم" ومشروع للطاقة الشمسية في سمرقند. وشملت الجولة كذلك لقاء قمة مع الرئيس الكازاخستاني نزاربايف حيث اتفق الرئيسان على مشروعات مشتركة بقيمة تقارب العشر مليارات من الدولارات منها مشروع محطة طاقة تعمل بواسطة الفحم المحروق في بالخاش ومجمع خاص بالبتروكيماويات في آتيراو. تم تحديد عدد من المشروعات التي سوف تبحث الشركات الكورية فرص تنفيذها في تركمانستان. كانت المبادرة التي أطلقت عليها الرئيسة بارك اسم المبادرة اليوروآسيوية هو محور الجولة التي قامت بها الرئيسة في بلدان آسيا الوسطى الثلاثة وهي مبادرة هادفة إلى تحقيق نوع من التعاون الوثيق واللصيق بين البلدان الأوربية والآسيوية المتقاربة جغرافيا بهدف تكوين ما يشبه الكتلة الاقتصادية الإقليمية التي تخلق نوعا من التكامل والتعاون الاقتصادي والتنسيق الأمني بين تلك البلدان وفي المنطقة بما يساعد في إحلال سلام في المنطقة وفي شبه الجزيرة الكورية بالذات. وفي هذا الإطار كانت الرئيسة بارك قد اقترحت في أكتوبر الماضي إقامة "طريق حريري سريع " يبدأ من ميناء بوسان في كوريا الجنوبية ويمر عبر كل من كوريا الشمالية والصين وروسيا وآسيا الوسطى. التعاون الكوري مع الدول الثلاث المشمولة بالجولة يعتبر أمرا هاما في تفعيل المبادرة الأفروآسيوية ومد شبكة تعاون وتواصل بين البلدان المعنية. وكجزء من تلك الخطة اقترحت الرئيسة تكوين أمانة عامة ومنتدى دوري للتعاون بين البلدان التي تمثل آسيا الوسطى والتي تضم شعوبها نسبة من ذوي الأصول الكورية. ودولة اوزبكستان بالذات تمثل حالة خاصة بالنسبة لكوريا حيث أنها أعلنت في وقت سابق وطواعية عن التخلص الكامل من برنامجها النووي مقابل تلقي معونات ومساعدات فنية واقتصادية من قبل الأسرة الدولية وهو ما يمكن أن يمثل نموذجا جيدا لكوريا الشمالية.