تبنّى تنظيم القاعدة، الهجوم المسلح الذي استهدف المجلة الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو»، عبر شريط فيديو نشره أمس تحت عنوان «ثأرا لرسول الله» أو «غزوة باريس» كما أطلق عليها، مشيرا إلى أن الهدف الذي تم الهجوم عليه هذه المرة كان من تحديد مؤسس التنظيم قبل مقتله «أسامة بن لادن»، وأن ذلك جاء تنفيذا لوصيته، في حين خطط للعملية قادة وأمراء التنظيم بمباركة من الزعيم الحالي أيمن الظواهري.
لن نسكت عن أي إساءة بعد الآن وهناك مندسّون لتنفيذ هجمات جديدة
وهدد تنظيم القاعدة على لسان ناطقه ناصر بن علي الآنسي الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا وأمريكا بهجمات مشابهة، وقال إن التنظيم سيستغل فيها قدراته الفردية، في إشارة إلى عمليات انتحارية أو هجمات استعراضية على غرار هجوم «شارلي إيبدو»، قائلا: «أننا لن نسكت على إساءات فرنسا وسنرد عليها بفضل الإنغماسيين -مندسين- وأبطال الجهاد الفردي الذين لن يسكتوا على المساس بمقدسات دينهم والإساءة لنبيهم ».وقال المتحدث باسم تنظيم القاعدة إن هذا الهجوم سيكون بمثابة نقطة تحول، و«لابد أن تصبر فرنسا ودول الغرب التيتدّعي أن حرية تعبيرها لا ضابط لها على أفعالنا التي لا حدود لها»، مشيرا إلى أن هذه هي وصية مؤسس التنظيم وهي رسالته إلى الغرب قبل موته، داعيا الشعوب الغربية إلى تحمّل مغبة ما تقترفه حكوماتهم التي دعّمت كل الحروب التي استهدفت المسلمين في أفغانستان ومالي وغيرها.وتوعد تنظيم القاعدة فرنسا ودول الغرب بمزيد من الهجمات الانتحارية والإستعراضية، ضد كل من نشر صورا مسيئة للإسلام والمسلمين وكذا نبي هذه الأمة، أين قال المتحدث إن هذا الهجوم قد تم تنفيذه بأمر من رئيس التنظيم الإرهابي «أيمن الظواهري».وبررالتنظيم الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» بتهجمها على مقدسات المسلمين وتماديها في التلاعب بمشاعرهم، من خلال الصور المسيئة التي تقوم بنشرها، مؤكدا بأنه لن يتسامح مع أي دولة تسير في هذا النهج والإساءة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث اعتبر التنظيم أن منفذي العملية الأخوين «كواشي» هما عنصران من القاعدة تم انتدابهما لضرب هذه المجلة التي تمادت في أفعالها، وضرب الحكومة الفرنسية التي دعّمت هذه الإساءات التي كانت تصدرها هذه المجلة.ودعا التنظيم الإرهابي المسلمين إلى ما أسماه بـ«القتل الصامت»، من خلالمقاطعة كل المنتجات الصادرة عن هذه البلدان لكسر شوكتهم، وذلك أقل ما يمكن فعله، في الوقت الذي قال إن التخطيط للعملية كان بتنسيق من قبل «أنور العولقي» الذي تم القضاء عليه سابقا، في إشارة إلى أنه تم التخطيط لضرب المجلة قبل وقت طويل لم يكشف عنه. وذكر التنظيم العملية الثانية التي نفذها «حمدي كوليبالي» ضد المطعم اليهودي، ولمّح إلى أنه لا وجود لأي تنسيق بين العمليتين سوى أنهما تزامنتا في وقت التنفيذ، وأن التنسيق ربما كان على مستوى منفذي العمليتين، خاصة أن كوليبالي قال إنه منح أموالا للأخوين«كواشي» من أجل شراء ما يلزمهما للعملية. وأكد تنظيم القاعدة أن الهجوم الذي استهدف باريس أو كما أطلق عليها «غزوة باريس»، ستكون بمثابة نقطة تحول في حربها ضد البلدان الغربية وكل من يجرؤ على المساس والإساءة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. وكان «سعيد كواشي» الذي نفذ الهجوم على مجلة «شارلي إيبدو» مع شقيقه، قد سافر إلى اليمن في 2011، أين تلقى تدريبات من قبل تنظيم القاعدة تحضيرا للعملية.