شارع محمد على

تتصف مدينة القاهرة على مدى تاريخها بضيق طرقها وتعرجها، حتى إنه كان لا يعرف مسالكها إلا سكانها، وقد كان حكام مصر منذ عصر الدولة الأيوبية يتخذون من قلعة صلاح الدين الأيوبى مقرا رسميا لحكم مصر، وكان الطريق الذى يربط قلعة القاهرة هذه بكل أنحاء مصر والعالم الخارجى هو أحد طريقين، كلاهما أسوأ من الآخر، وذلك بسبب ضيقهما وتعرجهما.

فقد عقد العزم الخديو إسماعيل على ترك قلعة القاهرة، وشرع فى بناء قصر عابدين، إلا أنه بسبب معاناته فى الوصول إلى القلعة، فإنه قد أمر فى نفس الوقت بشق طريق حديث يربط حى قلعة القاهرة بحى العتبة الخضراء وهو شارع محمد على.

ولما كان هذا الطريق الجديد يخترق مدينة القاهرة، فقد هُدِمت بيوت كثيرة اعترضت مساره، أما من ناحية العتبة الخضراء، فقد كان يوجد فى مكان هذا الشارع جبانة كان اسمها ترب المناصرة، وجمع عظامها الكثيرة ودفنت فى حفرة كبيرة، وبنى فوقها فيما بعد مسجد العظام بأول شارع عبد العزيز.
وقد تم إنجاز شق هذا الشارع الجديد فى 1875 وبعرشارع محمد بناه الخديو إسماعيل0 مترا، وقد سمى هذا الشارع منذ فتحه باسم شارع محمد على، وكانت شروط البناء فى هذا الشارع الجديد هى إنشاء بواكى (أو عقود) على جانبيه، كى يسير فيها المشاة وقاية لهم من شمس الصيف وأمطار الشتاء، وذلك تقليدا من شارع ريفولى فى باريس، وجميع المنازل التى يوجد أسفلها بواكى ترجع إلى ما قبل 1912، حينما منع إصدار تراخيص بنائها.